وليد سليمان - تخوننا محبة رمضان في قلوبنا ... فهي تزداد يوما بعد يوم ؛ كحب عاشق لا تستطيع نبضات قلبه سوى التزايد عند رؤيته لمحبوبته، لا ندري السبب أهي الفطرة ... أم أنها تقاليدنا وعاداتنا التي علمتنا حبه ، أم شعائره التي تشعرنا بالمحبة والسلام والهدوء .
اذكر أنه في صغري ، عندما كنت انتظر والدي حتى يعود وبيده الصحيفة اليومية ،كنت أبحث عن « امساكية رمضان « بين ما كان يحمله ، فأجدها وألصقها على جدار غرفتي ، ومع بداية الشهر ابدأ بمحو كل يوم ينتهي ، وبقراءة ما يذكر في هذه الامساكية من آيات الذكر الحكيم وبعض الأدعية النبوية ، وكم كنت أشعر بسعادة غامرة أثناء ذلك .
هذا الكتيب الصغيرهو أشبه بكتاب الجيب مخصصا لمواعيد الافطار والسحور وأوقات الصلوات جميعها .. ثم تلك الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة والحكم والأمثال والاقوال المناسبة لأجواء هذا الشهر الفضيل .. ومن المفارقة العجيبة ان من بدأ باصداره شركة الدخان الاردنية في رأس العين بعمان .. وكان الصبيان وحتى الشباب والرجال يجهدون في الحصول على هذه الامساكية عن طريق الاهل والاقارب والجيران والمعارف ..
واقتناء هذا الكتيب ووضعه في الجيب ومطالعته وقراءته يومياً كانت حالة من الفرح لا يشعر بها إلا كل من قُدّر له الحصول على هذا الدفتر الصغير والجميل إلى أن إختفى .. وظل الحال إلى ما قبل عشر سنوات بدأ ظهور تلك الامساكيات .. ولكن بشكل بسيط .. فقد اخذنا نلاحظ عشرات بطاقات الامساكيات الرمضانية التي تقوم جهات متعددة باصدارها مثل الشركات التجارية ومستودعات الادوية ومؤسسات اخرى دينية ومدنية حتى الأفراد كذلك وكأنها بطاقة تهنئة بحلول رمضان المبارك يهديها لمعارفه وأصدقائه ولجهات أخرى خدمية او تجارية مثلاً.
وهناك ايضا ما تقوم به المكتبات الخاصة والهيئات الاجتماعية والدينية باصدار اوراق التقاويم السنوية – مع اهتمام خاص بأوراق الأيام الرمضانية الثلاثين التي توضع فيها أوقات الامساك عن الطعام .
وتعددت الفوائد الاخرى المرافقة للامساكية المطبوعة كالفوائد البصرية الثقافية حيث يظهر في بعضها هذا الاهتمام الجميل ببعض انواع الخطوط العربية وملاحظة الصور الجميلة للاماكن الدينية المقدسة سواء كانت للقدس او لمكة او للمدينة المنورة او حتى صور المناظر الطبيعية الجميلة التى خلقها الله سبحانه وتعالى، وبعض الامساكيات فيها حض وترغيب على زيادة عمل الخير والتبرع والاهتمام بالايتام والاسر الفقيرة ، واكثر بطاقات الامساكيات لا يتم طباعتها الا بعد بدء شهر رمضان لمعرفة اسم وتاريخ ايام رمضان.
أدعية محببة ويذكر في بطاقات الإمساكية بعض الادعية الدينية اللطيفة مثل « اللهم ارحمنى بالقرآن واجعله لي إماماً ونوراً ورحمة ، اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمنى منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل واطراف النهار واجعله لي حجة يارب العالمين»
و«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر «.
أطعمة رمضانية وقد يأتي في بعض الامساكيات أفضل الاطعمة الصحية التي يمكن ان نتناولها خلال شهر رمضان كالتمور؛ فهي تحتوي على مواد غذائية يطلق عليها « Leta-d-glucan « وهي عبارة عن ألياف قابلة للذوبان كما انها تزيد من الشعور بالشبع
،والعسل الطبيعي غير المصفى ؛فهو مفيد جداً لزيادة الطاقة في الجسم ويعد مصدرا ممتازا لمضادات الاكسدة ويوصى بتناول 1-2 ملعقة كبيرة يومياً ، ثم الأسماك ، والتين، وزيت الزيتون؛ لما لها من فوائد عديدة تحافظ على صحة جسم الصائم.
وفي النهاية يظل هذا الضيف السنوي عزيزاً علينا وحبيباً على قلوب المسلمين صغاراً وكباراً ، لما فيه من أجواء روحانية واجتماعية عميقة ،يتم ترقبه وانتظاره ، فهو كالأم الحنون التي يرتاح على صدرها جميع الأبناء... ففيه المحبة والتسامح والمشاعر المشتركة والصبر والصحة وراحة البال .
الفطرة ومحبة رمضان بشعائرة وزينته والشعور بالسلام في قلوب الناس، دعت « ابواب « لطرح السؤال على العديد من المواطنين والذي يدور حول « لماذا نحب رمضان ؟! « وكانت الاجابة كالتالي :
زيادة الرزقواشار عمار عاشور الى حبه الشديد لشهر رمضان، وان الفرحة العارمة تشن غارتها على جميع الناس بقدومه والعيش في اجوائه الخاصة ... ، كتزيين البيوت والشوارع والمحلات بزينات ملونة ،كما وتتكاثر أنواع الحلويات الشهية من القطايف والكنافة الرملاوية « .
تجديد ضد الروتينأما «رائد عبد اللطيف» فيعتقد ان:» الصيام يكسر الروتين الشهري المعتاد عند الناس ، فالحياة كلها تتغير في رمضان ، فيه نزيد من ممارسة الفرائض والسنن التي أشعر معها بالمتعة الروحية حيث تخف فيه المشاكل ونشعر بالأمان النفسي اكثر من كل الشهور .. ثم هناك الناحية الصحية لجسم الصائم حيث تتحسن صحته وعافيته بعيداً عن الامراض والتخمة والتدخين «.
اجتماعات وأفراح«علياء وديع» قالت انها تحب صيام ايام شهر رمضان لأن فيه الخير والبركة والعافية ، وفيه ايضاً تتم اجتماعات الأقارب والناس حيث يسود بينهم الحب والحنان والألفة اكثر من أي وقت آخر من شهور السنة».
أقرب إلى الله ويشير «منذر مصطفى ملحم « الى انه يشعر بالمحبة العميقة لايام الشهر المباركة و نكون إلى الله أقرب، من أي وقت آخر .
راحة لربة البيت !وناهدة الخوالدة تقول: رمضان فيه تقرب كبير إلى الله سبحانه العلي القدير وممارسة العبادة بشكلها الصحيح في هذا الشهر فيه مرضاة عظيمة لله الكريم ‘ ونحب رمضان اكثر ليس لأسباب صحية فقط حتى ننقص من أوزاننا و نوفر الطعام بدل الثلاث وجبات ،و يريح ربة البيت من اعداد وجبات عديدة في اليوم . الشقيقتان دينا وروان الزعبي قالتا: شهر رمضان فيه تنظيم رائع للوقت ،نشعر فيه بالراحة مع الصوم وفيه اكلات لذيذة وشهية نشعر بالمتعة ونحن نساعد امنا في المطبخ لاعداد طعام الافطار وكذلك نحب حلوى القطايف حتى لو أكلناها يومياً .
وهناك المتعة الاخرى، عبر زياراتنا للاقارب .
هدوء وراحةو زكريا البير يقول : في رمضان الهدوء وراحة البال وتعود الصبر والتحمل ، وأجواء رمضان جميلة وحلوة بعد الافطار في الليل حيث الأضواء والافراح وبهجة الاستعداد للعيد تبدو في الشوارع وعلى المحلات والناس السهارى والمتسوقين .. وهناك ايضاً التواصل الاجتماعي الرائع ما بين الجيران والاقارب حيث تزداد المحبة والتفاهم والقرب ما بينهم .
وباسل المدلل يقول : أحب شهر رمضان لأنه يذكرنا بالدوام على قراءة القرآن ‘ولأن فيه صلاة التراويح الممتعة .. وفي هذا الشهر تكون فرصة التوبة إلى الله العظيم كبيرة ورمضان مناسبة طيبة ‘ وجميلة للقاء الناس معاً وبالذات الاقارب وصلة الارحام .. وفيه تزداد عملية اخراج الزكاة للقادرين طبعاً غير صدقة الفطر حتى ينعم الفقراء والمساكين بهذه الأموال وتعينهم على العيش وشراء مستلزمات العيد وغيره .
لمة العائلةمحمد مازن يقول : انه شهر العبادة ‘ وشهر لمة العائلة والترابط الأسري ‘ حيث الولائم والعزائم الرمضانية وصلة الأرحام والمحبة ، وهذا الطعام الشهي يكون بكثرة في رمضان حيث نشكر الله على نعمه وخيراته ،ثم تنوع الحلويات شيء مدهش في هذا الشهر الكريم حقاً. وعلاء ملحم يقول : من فضائل شهر رمضان المحبب إلى نفسي ان النميمة تقل في هذا الشهر .. حيث يمسك الصائم لسانه اكثر من الأيام الاخرى .. ثم ان أصحاب العمل يخلون سبيل موظفيهم قبل الوقت العادي بفترة معقولة حتى يستطيع الشخص الرجوع للبيت والافطار مع افراد أسرته .. وفي رمضان شعور بالجوع والعطش مما يجعل الصائم يتذكر الفقراء والمساكين الجائعين ليتصدق عليهم من نعم الله عليه .