سورة الأنعام مكية عدد آياتها 165 ، ترتيبها في التنزيل 55 ، نزلت بعد سورة الحجر رقمها في المصحف
.06
للتلاوة والحفظ
قال الله تعالى :
(إِنَّ الّلهَ فَالِ ُ ق الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ َفأَنَّى ُتؤْفَ ُ كونَ ( 95 ) فَالِ ُ ق
الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَ َ كًنا وَالشَّمْسَ وَالَْقمَرَ حُسْبَاًنا َذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ اْلعَلِيمِ ( 96 ) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لَِتهَْتدُوْا
بِهَا فِي ُ ظُلمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ َقدْ َفصَّْلَنا الآيَاتِ لَِقوْمٍ يَعَْلمُونَ ( 97 ) وَهُوَ الَّذِيَ أَن َ شأَ ُ كم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ َفمُسَْتَقرٌّ وَمُسَْتوْدَعٌ
َقدْ َفصَّْلَنا الآيَاتِ لَِقوْمٍ يَْفَقهُونَ ( 98 ) وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء َفأَ ْ خرَجَْنا بِهِ َنبَا َ ت ُ كلِّ َ شيْءٍ َفأَ ْ خرَجَْنا مِنْهُ َ خضِرًا
نُّخْرِجُ مِْنهُ حَبا مَُّترَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن َ طْلعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيٌَ ة وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيُْتونَ وَالرُّمَّانَ مُ ْ شَتبِهًا وَ َ غيْرَ مُتَشَابِهٍ
.(( ان ُ ظرُوْا إِلِى َثمَرِهِ إَِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي َذلِ ُ كمْ لآيَاتٍ لَِّقوْمٍ يُؤْمُِنونَ ( 99
سورة الأنعام
معاني الكلمات
الكلمة معناها
فالق الحب شاق الحب كحب الشعير ليخرج منه الزرع
تؤفكون تصرفون عن الإيمان
فالق الإصباح الإصباح بمعنى الصبح وفلقه شقه ليتفجرمنه النور والضياء
سكنا تسكن فيه النفوس وترتاح بعد التعب
حسبانا حسابا بهما تعرف الأوقات كالأيام والليالي والشهور والسنوات
تقدير العزيز العليم إيجادا وتنظيما
لتهتدوا أي ليهتدي بها الناس في معرفة طريقهم في البر والبحر
مستقر أي في الأرحام
مستودع أي في أصلاب الرجال
متراكبا أي بعضه فوق بعض
يفقهون يفهمون
قنوان أي قنو وهو العدق أو العرجون
دانية متدلية
ينعته نضجه
الإيضاح والتحليل:
الله فالق الحب والنوى : عدد الله تعالى في هذه الآيات بعض مظاهر قدرته الباهرة وحكمته البالغة فبدأ
بالنبات وأخبر أنه سبحانه وتعالى هو فالق الحب والنوى فهو الذي يشقه بقدرته في التراب فينبت منه الزرع
على اختلاف أصنافه وأنواعه من الحبوب والثمار على اختلاف ألوانها وأشكالها وطعومها.
الله فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا : فالله عز وجل هو خالق الضياء والظلام فهو يفلق ظلام الليل
عن غرة الصباح فيضيء الوجود ويستنير الأفق ويضمحل الظلام ويذهب الليل بسواده ويجيء النهار بضيائه
وإشراقه.
الحكمة من خلق الشمس والقمر : قال الله تعالى ( والشمس والقمر بحسبان ) أي جعل نظام الشمس
والقمر للحساب وعدد الشهور والسنين وكلاهما يجري بحساب دقيق ومقنن مقدر لا يتغير ولا يضطرب بل لكل
منهما منازل يسلكهما في الصيف والشتاء فيترتب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولا وقصرا....
فائدة النجوم : أوجد الله تعالى النجوم للاهتداء بها في الأسفار فيستدل بها الإنسان على السير في الطرق
ويأمن من الضياع وقد ينجو بسببها في البر والبحر....
أصل خلق الإنسان من آدم عليه السلام : إن الله تعالى هو الذي خلقنا في الأصل من نفس واحدة هي آدم
عليه السلام وهو الإنسان الأول الذي تناسل منه سائر البشر بالتوالد والتزاوج، وخلق جميع البشر من نفس
واحدة يدل على قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته ووحدانيته.
" وجعلنا من الماء كل شيء حي " : ثم ذكر الله تعالى آية أخرى من دلائل قدرته في النبات وهي
إنزال الماء من السماء وجعله سببا للإنبات وهو الذي أنزله بقدرته وحكمته من السحاب ماء بقدر مباركا ورزقا
للعباد وإحياء لكل شيء رحمة منه سبحانه وتعالى بخلقه.. وأخرج الله تعالى بالمطر زرعا وشجرا أخضرا ثم
بعد ذلك يخلق فيه الحب والثمر مختلفا أنواعه كالنخل والعنب والرمان والزيتون...
وجوب النظر والتأمل في قدرة الله تعالى : في هذه الآيات براهين للإيمان ودلائل لقدرة الله تعالى
وجب على كل مسلم عاقل أن يتأمل فيها وينظر في ملكوت السماوات والأرض حتى يدرك قدرته وعظمته
وبديع صنعه سبحانه وتعالى، فيزداد إيمانا ويقينا بالله تعالى.
4 الفوائد والإرشادات:
• الله خالق كل شيء فهو رب كل شيء ولذا وجب أن يعبد وحده دون سواه.
• تقرير قدرة الله تعالى على كل شيء وعلمه بكل شيء وحكمته في كل شيء
• فائدة النجوم هي الاهتداء بها في السير
• الكون مسخر للإنسان.
• القرآن يحث على إعمال العقل إذ به يتم إدراك ظواهر الأمور وبواطنها.
• إعمال العقل يوصل إلى الإيمان.
• الإيمان هو بمنزلة الحياة والكفر بمثابة الموت