أحيانا، أتحول إلى ذلك الرجل العادي البسيط، مجرد رجل على قيد الحياة، إنسان يبحث عن منفاه في الحياة، عن قبر يتخذه ملاذا من شرور وعذاب الحياة، يمارس فيه ما يشاء من تقاليد ومن ممارسات بعيدا عن عيون البشر وتدخلاتهم، يجعل منه جنة على طريقته الخاصة، وأحيانا أكون ذلك الرجل الخارق الغير عادي على الإطلاق، رجل يبحث عن منفاه في روحه، ويبحث عن خلاصه في كلماته، في مشاعره، في جانبه الداخلي العميق الدفين، شيء أعمق من أكثر محيطات الأرض عمقا، لكنه مضيء مشع يكاد بنوره وأشعته يضاهي نور شمس مجرتنا درب التبانة، أو كل ما خلقه لنا الله ليضيئنا وينيرنا في هذه الحياة، فكأنما نبحث عن النور وهو كامن في أعماقنا يا حبيبتي، فلطالما ظننت أننا نبالغ في القلق بشأن الدنيا ونبحث في مغامراتنا وانطلاقنا، في حين أن ما في داخلنا وما حولنا لهو أكثر روعة وجمالا، عالم جديد لم يكتشفه أحد بعد.
حبيبتي الغالية، لم أفقد الأمل فيك وفي نفسي بعد ولن أفعل، فثقتي فيك وفي خلاصك ثقة عمياء لا حدود لها، لكني أدعوك وأدعو كل الأحبة في العالم، إلى وقفة احترام وإجلال لهاته الفرصة الروحية التي منحنا إياها الله، لنعيد الإعتبار للمشاعر في زمن المزامير والمسامر والمغامرات المدمرة لكل ما هو جميل، فكأنما يعتقد البعض من البشر، أن السر يكمن في المادة، العنف، التجديد المتواصل، الجمال، الشكل، المال، المغامرات العاطفية الغير المحدودة، الفوضى والموسيقى الصاخبة في كل وقت، كل شيء، لا أدري، كل ما هو فوق الطبيعة، كل شيء لا يمكن أن يكون أبدا ما وراء الطبيعة.
فلنعد إلى الطبيعة قليلا، ونرى متعة الهدوء والبساطة والتواضع في كل شيء يا حبيبتي، أجل البساطة، لكن لا تنسي أن هذه الأخيرة تكون في كل شيء إلا حبي لك، فحبي لك راق برجوازي متغطرس وأحيانا متعجرف مقدس يكاد يلامس روحك يا حبيبيتي.
حبيبتي، أنا الذي لم تري لحبه من قبل مثيل
أنا الذي ليس لك في الحب من دونه بديل
أنا الذي جمعك من الشتات لما ضمك إليه السبيل
وأنا الذي ليس لجنونه بهواك حاجة لحجة أو دليل
أفلم تري إلى الأنام كيفما التفتوا ما فقهوا سبيلا
أفلم تري إلى أهل الهوى قد نفذوا ما لك اليوم لهم من دليل
أفلا ترين إلى أهل الوفاء ما ضل منهم إلا قليلا
أفلست تعين أخيرا كيفما تميلين مع الحياة بك الدنيا تميل
أو كيف لا تدرين أنك كنت لي كل الحياة وكنت لك الخليل
أو كيف تنسين ما وعدت الروح به أو هل كان ما كان طرب وتمثيل؟
لا تنسي كلماتي يا حبيبة القلب فهي منك، وكما الحبر لك حين تبكيك العين يسيل
واستظلي بنخلتنا بين بوادينا تضلك إن سكنت وإن كانت تميل
واسكني بأبياتي تقيك شر الصيف وتمطرك فمطرها جميل
فحبات نداها على خدك رطبة وليس بزخاتها شيء ثقيل
أحبك إلى الأبد
أحبك إلى الأزل
أحبك ما دام في جسدي روح
أحبك بعدما تفارق روحي جسدي
أحبك بعدما تعود روحي إلى جسدي
أحبك كما علمني الله أن أحب
أحبك بكل ما خلق الله في الحب من حب