كان العثمانيون – يتميزون – في المواجهة الحربية التي تمت بينهم وبين الشعوب البلقانية
–بوحدة الصف و الهدف، ووحدة المذهب الديني وهو المذهب السني .
3- وصول الدولة البيزنطية إلى حالة من الإعياء الشديد ، وكان اتمع البيزنطي قد أصابه
تفكك سياسي وانحلال ديني واجتماعي ، فسهل على العثمانيين ضم أقاليم هذه الدولة .
4- ضعف الجبهة المسيحية نتيجة لعدم الثقة بين السلطات الحاكمة في الدولة البيزنطية
وبلغاريا وبلاد الصرب وار ، ولذلك تعذر في معظم الأحيان تنسيق الخطط السياسة
والعسكرية للوقوف في جبهة واحدة ضد العثمانيين .
5- الخلاف الديني بين روما والقسطنطينة أي بين الكاثوليك والأرثودكسية الذي
استحكمت حلقاته وترك آثاراً عميقة الجذور في نفوس الفريقين .
6- ظهور النظام العسكري الجديد على أسس عقدية ، ومنهجية تربوية وأهداف ربانية
وأشرف عليه خيرة قادة العثمانيين .
٧٩١ ه( - 6)السلطان مراد الأول ( ٧٦١ ) :
ولد مراد في عام ٧٢٦ ، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم ، فكان عمره يوم أصبح
سلطاناً ستاً وثلاثين سنة .
وفي هذه الأثناء أثناء انتقال الحكم من سلطان إلى آخر أخذت الحماسة أمير دولة القرمان
في انقره فاستنهض همم الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين ، وعمل على
[size=21][size=21]
تجميعهم ، غير أن هذا الأمير وهو علاء الدين لم ير إلا وجيش مراد الأول يحيط بمدينته أنقره
، ويدخلها فاتحاً ، فاضطر إلى عقد الصلح معه يتنازل فيه عن انقره ، ويعترف السلطان مراد
بالأمير علاء الدين أميراً على بقية أملاك دولة القرمان ، وتزوج مراد الأول ابنة علاء الدين .
وفي عام ٧٦٢ فتح العثمانيون مدينة ( أدرنة ) ، وقد سلمها القائد الرومي بعد أن يئس من
المقاومة ، فنقل مراد الأول عاصمته إليها؛ ليكون على مقربة من الجهاد في أوروبا ، وليكون
الهجوم على القسطنطينية من جهة الغرب أكثر قوة ، ولاستغلال مناعة استحكاماا الحربية
. . وبقيت هذه المدينة عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية عام ٨٥٧
كما فتحت مدينة ) فيلبه) قاعدة الرومللي الشرقي ( جنوبي بلغاريا اليوم). وأصبحت
القسطنطينية محاطة بالعثمانيين ، وتقدم إمبراطورها فدفع الجزية طواعية ، وقلبه مليء
بالأحقاد .
وخاف الأمراء الأوربيون الذين أصبح العثمانيون على حدودهم فكتبوا إلى ملوك أوربا الغربية
وإلى البابا يستنجدون م ضد المسلمين ، حتى إمبراطور القسطنطينية ذهب إلى البابا وركع
أمامه وقبل يديه ورجليه ورجاه الدعم رغم الخلاف المذهبي بينهما. فلبى الباب النداء ، وكتب
إلى ملوك أوروبا عامة يطلب منهم الاستعداد للقيام بحرب صليبية جديدة حفاظاً على
النصرانية من التقدم الإسلامي الجديد ، غير أن ملك الصرب (أوروك الخامس) الذي خلف
( اصطفان دوشان ) لم يتوقع هذا الدعم السريع من البابا وملوك أوربا ، لذا فقد استنهض
همة الأمراء ااورين له والذين أصبحوا على مقربة من الخطر على حد زعمهم ، فلبى دعوته
أمراء البوسنة (غربي يوغوسلافيا (والافلاق (جنوبي رومانيا) ، وأعداد من فرسان ار المرتزقة
، وسار الجميع نحو أدرنة حاضرة العثمانيين ، مستغلين انشغال مراد الأول ببعض حروبه في
آسيا الصغرى ، غير أن الجيش العثماني قد أسرع للقاء أعدائه فاصطدم م على ر (
مارتيزا (، فهزمهم هزيمة منكرة ، وولوا الأدبار .
واضطرت بعد ذلك إمارة نصرانية صغيرة على بحر الإدرياتيك على ساحل يوغسلافيا اليوم ،
[size=21][size=21]
وهي إمارة (راجوزه) أن ترسل وفداً إلى السلطان ، ويعقد معه صلحاً تدفع الإمارة بموجبه
للدولة العثمانية ٥٠٠ دوكاً ذهباً لجزية سنوية .
وحاول ملك الصرب الجديد (لازار بلينا نوفتش) وأمير البلغار سيسمان الاتفاق على قتال
العثمانيين ، وقد وجدوا نفسيهما ضعيفين رغم أما لم يخوضا سوى المعارك الجانبية ،
. فاضطرا إلى دفع جزية سنوية ، وتزوج السلطان ابنة أمير البلغار عام ٧٨٠
ونظمت فرق الخيالة في عهد السلطان مراد الأول ، وهي التي عرفت ب (سيباه) أو السباهية
ويقصد ا الفرسان ، وأصبح لها نظام خاص بحيث يعطى كل فارس جزءاً من الأرض إقطاعاً
له ، ويبقي بيد أصحابه سواء أكانوا من المسلمين أم من النصارى يعملون به ، ويدفعون
خراجاً معيناً لصاحب الإقطاع الذي يسكن وقت السلم في إقطاعه ، ويعدون وقت الحرب
ونفقته ، ويجهز معه جندياً آخر ، وهذا النظام وإن قدم خدمات في بداية الأمر إلا أن هؤلاء
السباهية قد أصبحوا في النهاية أصحاب نفوذ يصعب السيطرة عليهم ، ويختلفون مع
أصحاب الأرض الأصليين وبيدهم القوة فينفذون ما يريدون ، ويتضايق أصحاب الأرض
الأصليين وبيدهم القوة فينفذون ما يريدون ، ويتضايق أصحاب الأرض فينقمون على
السباهية وبالتالي على الحكم ، وتكون الفوضى والفجوة بين الحكم والرعية .
ولم ينس السلطان مراد الأول آسيا الصغرى بل بقي دائب التفكير فيها وفي التخلص من
تلك الإمارات الصغيرة التي تشكل رقعاً محدودة المساحة ، فهو لا يريد أن يأخذها بالقوة
ويشكل نقمة عليه ، ولا يريد أن يتركها تتصارع بينها ، وتجعل مجالاً للتدخل في شؤوا من
قبل الغرباء ، وفي الوقت نفسه لا تنفق وتتوحد لتقوم بغزو القسطنطينية يداً واحدة ، وتجاهد
كقوة واحدة ، ورأى أن يحل مشكلاا تدريجياً مع الزمن ، وقد بدأ بإمارة ( كرميان ) أقرب
الإمارات إلى أملاكه ، فزوج ابنه بايزيد من ابنة أمير كرميان فقدم الأب لابنته مدينة(
كوتاهية ) فضمت إلى الدولة العثمانية ، وفي عام ٧٨٢ ألزم أمير دويلة الحميد الواقعة بين
إمارات ) قرمان ، وتكه ، ومنتشا) بالتنازل عن أملاكه للدولة العثمانية .
[size=21][size=21]
وتأخر الصرب والبلغار في دفع الجزية ويبدو أنه على اتفاق بينهما في هذا التأخير ، فتوجهت
الجيوش العثمانية إلى بلادهم ففتحت بعض البلاد الصربية التي تقع اليوم في جنوبي
يوغوسلافيا ، كما حاصرت عاصمة البلغار ( صوفيا ) وفتحتها عام ٧٨٤ بعد حصار
استمر ثلاث سنوات ، كما فتحت مدينة( سلانيك ) ، المدينة اليونانية المشهورة والواقعة
على بحر ايجه .
تمرد ساوجي بن السلطان على أبيه بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية) اندرونيكوس بن
يوحنا باليوج) ، وكان يوحنا قد حرم ابنه هذا من ولاية العهد وأعطاها لابنه الآخر
(عمانويل) ، فأرسل السلطان لابنه جيشاً انتصر عليه وقتله ، كما أرسل إلى الإمبراطور
البيزنطي فقتل ابنه أيضاً .
وقام أمير دويلة القرمان علاء الدين ، وبعض الأمراء المستقلين بحرب الدولة العثمانية فأرسل
لهم جيشاً انتصر عليهم في سهل ( قونية ) ، وأخذ الأمير علاء الدين أسيراً ، غير أن ابنته
زوجة السلطان قد توسطت له فأطلق سراحه ، وأبقى له إمارته ، ولكنه فرض عليه دفع مبلغ
. من المال سنوياً وذلك عام ٧٨٧
واستغل الصرب انشغال الجيوش العثمانية في الأناضول لقتال علاء الدين أمير القرمان ومن
، معه ، فهاجموا القوات العثمانية في جنوب الصرب وحصلوا على بعض النجاح عام ٧٨٨
وتأهب أمير البلغار سيسمان للقيام بدوره أيضاً غير أن الجيوش العثمانية قد داهمته واحتلت
بعض أجزاء من بلاده ففر إلى الشمال ، واعتصم في مدينة( نيكوبلي ) القريبة من الحدود
الرومانية ، وجمع فلول جيشه وهاجم ا العثمانيين غير أنه هزم ، ووقع أسيراً ، لكن السلطان
أحسن إليه فأبقاه أميراً على نصف بلاده ، وضم الباقي إلى الدولة العثمانية كي لا يعاود
الهجوم .
[size=21][size=21]
ولما علم ملك الصرب لازار ما تم بأمير البلغار انسحب بجيوشه نحو الغرب للانضمام إلى
الألبانيين ومحاربة العثمانيين معه، غير أن الجيوش العثمانية أدركته قبل وصوله إلى مبتغاه ،
والتقت معه عام ٧٩١ في معركة وسط سهل (قوص اوه) أي ( إقليم كوسوفو) جنوبي
يوغسلافيا ، وكان القتال سجالاً بين الطرفين إلا أن صهر لازار قد انحاز إلى جانب
المسلمين بفرقته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل ، فازم الصربيون ، ووقع ملكهم لازار أسيراً
بأيدي العثمانيين ، وهو جريح فقتلوه لما فعل من أفاعيل خسيسة بأسراه من المسلمين .
وإذا كانت الصرب قد فقدت استقلالها غير أن السلطان مراد الأول ذهب في المعركة أيضاً ،
وبينما كان يتفقد نتائج المعركة ويتفحص الجثث إذ قام إليه جندي صربي من بين الجثث
وطعنه بخنجر فأرداه قتيلاً ، وقتل الجند العثمانيون القاتل الصربي مباشرة .
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت ٩٥٠٠٠ كيلومتر مربع ، وعند استشهاده
تسلم ابنه بايزيد هذه الإمارة العثمانية بعد أن بلغت 500000 كيلو متر مربع بمعنى أا
زادت في مدى حوالي ٢٩ سنة أكثر من خمسة أمثال ما تركها له والده أورخان .
للقراءة عن معركة( قوصوه ) أو ( قوص اوه : (
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]