مقدمة : تمثل الزراعة في الوطن العربي العمود الفقري لمعظم اقتصاد الدول العربية وهي في الوقت نفسه نقطة ضعف فيه إذ الإنتاج غير كاف ولا يلبي حاجيات السكان المتزايدة من المواد الغذائية حيث تم استيراد 62 % من الحاجيات الغذائية عام 1994 .
الإمكانيات الزراعية :أ / الإمكانيات الطبيعية :1/ اتساع المساحة الصالحة للزراعة ( 164 مليون هكتار ) لا يستغل منها سوى ( 51 مليون هـ ).
2/ تنوع المناخ مع سيادة المناخ الصحراوي وعلى هذا الأساس يمكن أن نميز ثلاث مناطق زراعية : أ – منطقة سهلية ساحلية تمتد من المغرب إلى سوريا حيث نطاق البحر الأبيض المتوسط وتمثل أغنى المناطق بالنظر إلى التربة والمناخ اللذين يتيحان ممارسة العديد من أنواع الزراعات ( حمضيات ، كروم ، زيتون ، قطن ، تبغ ) . ب – منطقة الهضاب وسهول الاستبس في المغرب العربي ووادي الفرات تزرع فيها الحبوب وهي بحاجة إلى الماء .
جـ - منطقة الصحراء وتغطي المساحة الهامة وتمتاز بندرة المياه والمحاصيل الزراعية ( 85 % من الأراضي ) .
3/ وفرة المواد المخصبة والمغذية للأرض مثل الفوسفات خاصة في الجزائر والمغرب والأردن . 4/ وجود مصادر مختلفة وهامة مثل مياه الأمطار ومياه الأنهار والمياه الجوفية إذ تقدر الموارد السطحية والجوفية في الوطن العربي ( 353 مليار م3 ) سنويا لا يستغل منها سوى ( 173 مليار م3 ) .
5/ اتساع المساحة الرعوية والمقدرة بـ 190 مليون هكتار . ب/ الإمكانيات البشرية :1/ توفر اليد العاملة 30.4 % من إجمالي اليد العاملة ، غير أنها تعاني توزيعا مختلا إذ تشهد بعض البلدان فائضا مثل مصر والمغرب في حين بعض البلدان تشكو نقصا مثل ليبيا ودول الخليج . 2/ وفرة الأرصدة المالية ( 800 مليار $ ) إلا أنها مودعة في البنوك الغربية ، والاستثمارات الزراعية ضئيلة إذ لا تتجاوز 8 % .
توزيع الأراضي والمساهمة الزراعية :توزيع الأراضي :
المساحة غير الصالحة للزراعة
المساحة الصالحة للزراعة
الأراضي المزروعة
الأراضي المطرية
الأراضي غير المستغلة
86 %
14 %
01 %
03 %
10 %
% من الفئة النشيطة
% من الدخل العربي
30.4 %
15.5 %
المساهمة الزراعية : ويمثلها الجدول التالي :
طرق الاستغلال الزراعي : هناك نمطان :
1/ تقليدي واسع معاشي واليد العاملة به ينقصها التكوين وتجد صعوبة في تجهيزه بما يتلاءم من التطور الزراعي الحديث ، أهم غلاته الحبوب والخضر والفواكه . 2 / حديث ويستخدم التقنيات الحديثة والوسائل العصرية ، أهم غلاته المنتجات النقدية التي تصدر للحصول على العملة الصعبة مثل التمور والحمضيات والتفاح .
الإنتاج الزراعي وتوزيعه :إنتاج متنوع غير ثابت متذبذب وخاضع لمؤثرات المناخ .
المحاصيل الزراعية
الإنتاج بالمليون طن
توزيعها جغرافيا
القمح
15
المغرب العربي ، سوريا ،
العراق ، مصر ، السعودية .
الفواكه
12
خاصة مناطق
البحر المتوسط
الشعير
11
الخضر
24
الذرة
07
موريطانيا ، مصر تنتج منها 12 % والسودان 70 %.
الأرز
2.5
العراق ، سوريا ، وتنتج مصر 90 % من الإنتاج العربي .
الحمضيات
0.35
البلدان المتوسطية ( الجزائر ، المغرب ، تونس ، لبنان ، سوريا ، مصر ، فلسطين ) .
الكروم
2.2 ( 67 % من الإنتاج العالمي )
إقليم البحر المتوسط ( المغرب العربي ، سوريا ) .
الزيتون
130 ( 5 % من الإنتاج العالمي )
البلدان المتوسطية ( الجزائر ، تونس ، لبنان ، سوريا ، الأردن ، فلسطين ) .
القطن
0.83
السودان ، العراق ، سوريا ، مصر .
الفول السوداني
0.48
السودان
البن
0.06
اليمن
البنجر السكري
1.20
الجزائر ، المغرب ، سوريا .
التمور
1.5 ( 85 % من الإنتاج العالمي )
المناطق الصحراوية (العراق ، مصر ، السعودية ، السودان ، الجزائر ) .
التبغ
0.80
لبنان ، سوريا ، العراق ، الجزائر .
نوع الإنتاج
الإنتاج بـ م / رأس
مناطق إنتاجه
الأغنام
109
تساهم السودان بـ 17 % والجزائر بـ 12.75 %
الماعز
60
تساهم السودان بـ 50 % ، الصومال .
الأبقار
37
تساهم السودان بما يزيد عن 20 مليون رأس .
الإبل
حوالي 10
أغلبها في السودان ومصر والعراق .
الإنتاج الحيواني :
وفرة المراعي في الجناح الإفريقي العربي ( دول المغرب العربي والسودان والصومال جعل 4/5 الثروة الحيوانية به .
الثروة السمكية : 1.6 م طن ( 1.5 % من الإنتاج العالمي ) مناطقه ساحل المحيط الأطلسي ( المغرب ، موريطانيا ) والساحل الجنوبي والشرقي للمتوسط ( مصر ، لبنان ) البحر الأحمر ( اليمن ) المحيط الهندي ( عمان ) الخليج العربي ( العراق ، الكويت ) .
مشاكل الزراعة والأمن الغذائي :
أ / المشاكل : 1/ ضيق المساحة الزراعية في الوطن العربي . 2/ اعتماد الوطن العربي على الزراعة المطرية مما يؤثر على الإنتاج الزراعي .
3/ مشكلة المياه والتصحر وانجراف التربة وسيادة التربة الرملية . 4/ سيادة القطاع التقليدي وقلة اليد العاملة المدربة والمؤهلة .
5/ تفتت الملكيات مما يصعب استغلالها. 6/ التوسع الصناعي والعمراني على حساب أخصب الأراضي الزراعية .7/ النزوح الريفي .
8/ قلة الاستثمارات الموجهة لتحديث الزراعة . 9/ الاهتمام بالزراعة النقدية وتهميش الزراعة المعاشية .10/ قلة الأسمدة وانتشار الأمراض .
الأمن الغذائي : يقصد به قدرة الوطن العربي على توفير الغذاء لسكانه بصفة دائمة من الإنتاج المحلي ( أمن غذائي طبيعي ) أو باللجوء إلى الاستيراد ( أمن غذائي مصطنع ) ، ولقد تزايدت الفجوة الغذائية بين الإنتاج الزراعي الضئيل والاستهلاك المتزايد ، ورغم زيادة بعض المحاصيل مثل البقول والزيوت والسكر فان نسبة الاكتفاء الذاتي في نقص حيث انخفض في مجال الحبوب من 67 % إلى 62 % لذا فان العجز الغذائي يتزايد يوما بعد يوم بسبب بطء النمو الزراعي ( 2.5 % ) والتطور السريع للسكان ( 3 % ) والاعتماد على الاستيراد لتأمين الغذاء أمر محفوف بالمخاطر وللخروج من حالة العجز الغذائي يجب :1/ دعم الإنتاج الزراعي المحلي والتخلي عن الاستيراد . 2/ زيادة المساحة الزراعية والتحكم الجيد في الموارد المائية .
3/ الاستغلال المنظم والأمثل للمراعي والثروة السمكية .4/ تحديد سياسة زراعية محكمة وهادفة لتحقيق أمن غذائي .
حتى يتحقق أمن غذائي في الوطن العربي يجب التوسع الأفقي والعمودي في الزراعة والاعتناء بها وتوفير الإمكانيات لها لأن الاستيراد حل محفوف بالمخاطر ، وكذلك يجب الاهتمام بالتجارب والمشاريع العربية في الميدان الزراعي وتعميمها مثل تجربة الجزائر في إطار الثورة الزراعية وغرس الأشجار لمنع زحف الرمال ، وتجربة ليبيا في إقامة النهر الصناعي العظيم واستصلاح الأراضي للاستفادة من المياه الجوفية في الصحراء ، وتجربة السعودية في تشجيع إنتاج القمح والوصول إلى درجة الاكتفاء الذاتي ولو بتكاليف باهضة ، وتجربة مصر في توسيع المساحات الزراعية المروية حول وادي النيل .
مفهوم التوسع الأفقي : هو توسيع مساحة الأراضي الزراعية عن طريق استصلاح المزيد من الأراضي القابلة للزراعة وتوسيع المساحات المروية وإقامة المدرجات واستغلال الثروات السمكية . مفهوم التوسع العمودي : هو رفع مردود الهكتار عن طريق استخدام الطرق والوسائل الحديثة في تفتيت التربة وتسميدها ومكافحة الأعشاب الضارة والطفيليات وانتقاء البذور الجديدة ذات المردود العالي والجيد ، والري وتكثيف الزراعة .