الموضوع :
--------------------------------------------------------------------------------------------مقالات فلسفية حول الاشكالية(السؤالبين المشكلة و الاشكالية)
مشكلة :السؤال و المشكلة
المقالة الأولى :
نصالسؤال :ھل لكل سؤال جواب بالضرورة ؟
الإجابة النموذجیة :الطریقة الجدلیة
طرح المشكلة :ماھي الحالة التي یتعذر فیھ الجواب عن بعض الأسئلة ؟ أو ھل ھناك أسئلة تبقى
من دون الأجوبة ؟
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة :ھو الموقف الذي یقول أن لكل سؤال جواب بالضرورة
الحجج :لأن الأسئلة المبتذلة والمكتسبة والعملیة تمتلك ھذه الخصوصیة ذكر الأمثلة ( الأسئلة
الیومیة للإنسان ) ( كل شيء یتعلمھ الإنسان من المدرسة ) (أسئلة البیع والشراء وما تطلبھ من
ذكاء وشطارة(
النقد :لكن ھناك أسئلة یتعذر و یستعصى الإجابة عنھا لكونھا تفلت منھ.
نقیض الأطروحة :ھو الموقف الذي یقول أنھ لیس لكل سؤال جواب بالضرورة
الحجج :لأن ھناك صنف أخر من الأسئلة لا یجد لھا المفكرین والعلماء و الفلاسفة حلا مقنعا وذلك
في صنف الأسئلة الانفعالیة ( الأسئلة العلمیة ، الأسئلة الفلسفیة ) التي تجعل الإنسان حائرا
مندھشا أمام بحر من تساؤلات الحیاة والكون ،و ما تحملھ من صور الخیر والشر ، ولذة و ألم ،
وشقاء ، وسعادة ، ومصیر ... وغیرھا من الأسئلة التي تنبثق من صمیم وجودنا وتعبر عنھ في
وضعیات مستعصیة حول مسألة الأخلاق فلسفیا أو حول مسألة الاستنساخ علمیا أو في وضعیات
متناقضة محیرة مثل مسألتي الحتمیة المناقضة لمسألة الحریة أحرجت الفكر الفلسفي طویلا .كما
توجد مسائل مغلقة لم تجد لھا المعرفتین ) الفلسفیة ، العلمیة ) مثل مسألة من الأسبق الدجاجة أم
البیضة ..إلخ أو الانغلاق الذي یحملھ في طیاتھ كل من مفھوم الدیمقراطیة و اللادیمقراطیة ھذه
كلھا مسائل لا تزال من دون جواب رغم ما حققھ العلم من تطور وما كسبھ من تقنیات ووسائل
ضخمة ودقیقة .. ومھما بلغت الفلسفة من إجابات جمة حول مباحثھا.
النقد :لكن ھذا لا یعني أن السؤال یخلوا من جواب فلقد استطاع الإنسان أن یجیب على العدید من
الأسئلة لقد كان یخشى الرعد والفیضان والنار والیوم لم یصبحوا إلا ظواھر.
التركیب :من خلال ھذا التناقضبین الأطروحتین ؛ نجد أنھ یمكن حصر الأسئلة في صنفین فمنھا
بسیطة الجواب وسھلة ، أي معروفة لدى العامة من الناس فمثلا أنا كطالب كنت عامیا من قبل
أخلط بین الأسئلة ؛ لكني تعلمت أنني كنت أعرف نوع واحد منھا وأتعامل معھا في حیاتي الیومیة
والعملیة ، كما أنني تعرفت على طبیعة الأسئلة المستعصیة التي یستحیل الوصول فیھا إلى جواب
كاف ومقنع لھا ، وھذه الأسئلة مناط اھتمام الفلاسفة بھا ، لذلك یقول كارل یاسبرس " : تكمن
قیمة الفلسفة من خلال طرح تساؤلاتھا و لیس في الإجابة عنھا. "
حل المشكلة :نستطیع القول في الأخیر ، إن لكل سؤال جواب ، لكن ھناك حالات یعسر فیھا جواب
، أو یعلق بین الإثبات والنفي عندئذ نقول : " إن السؤال ینتظر جوابا ، بعد أن أحدث نوعا من
الإحراج النفسي والعقلي معا ، وربما من باب فضول الفلاسفة والعلماء الاھتمام بالسؤال أكثر من
جوابھ ؛ قدیما إلى یومنا ھذا ، نظرا لما یصنع من حیویة واستمراریة في البحث عن الحقیقة التي
لا تنھي التساؤلات فیھا.
المقالة الثانیة :
نصالسؤال :ھل تقدم العلم سیعود سلبا على الفلسفة ؟
الإجابة النموذجیة :الطریقة الجدلیة
طرح المشكلة :فھل تقدم العلوم وانفصالھا عن الفلسفة سوف یجعل منھا مجرد بحث لا طائل
وراءه ، أو بمعنى أخر ما الذي یبرر وجود الفلسفة بعد أن استحوذت العلوم الحدیثة على
مواضیعھا.
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة :لا جدوى من الفلسفة بعد تطور العلم
الموقف :یذھب بعضالفلاسفة من أنصار النزعة العلمیة ( أوجست كونت ، غوبلو ) أنھ لم یعد
للمعرفة الفلسفیة دور في الحیاة الإنسانیة بعد ظھور وتطور العلم في العصر الحدیث.
الحجج :
-لأنھا بحث عبثي لا یصل إلى نتائج نھائیة ، تتعدد فیھ الإجابات المتناقضة ، بل نظرتھا
المیتافیزیقیة تبعدھا عن الدقة الموضوعیة التي یتصف بھا الخطاب العلمي ھذا الذي جعل أوجست
كنت یعتبرھا حالة من الحالات الثلاث التي حان للفكر البشري أن یتخلصمنھا حتى یترك للمرحلة
الوضعیة وھي المرحلة العلمیة ذاتھا . وھذا الذي دفع غوبلو یقول : " المعرفة التي لیست معرفة
علمیة معرفة بل جھلا. "
النقد :لكن طبیعة الفلسفة تختلف عن طبیعة العلم ، فلا یمكن قیاس النشاط الفلسفي بمقیاس
علمي ، كما أن الفلسفة تقدمت بتقدم العلم ، فالإنسان لم یكف عن التفلسف بل تحول من فلسفة إلى
فلسفة أخرى.
نقیض الأطروحة :ھناك من یبرر وجود الفلسفة رغم تطور العلم
الموقف :یذھب بعضالفلاسفة من أنصار الاتجاه الفلسفي ( دیكارت ، برغسون ، مارتن ھیدجر ،
كارل یاسبرس ) أن العلم لا یمكنھ أن یحل محل الفلسفة فھي ضروریة.
الحجج :لأن الفلسفة تجیب عن تساؤلات لا یجیب عنھا العلم . فھاھو كارل یاسبرس ینفي أن
تصبح الفلسفة علما لأنھ یعتبر العلم یھتم بالدراسات المتخصصة لأجزاء محددة من الوجود مثل
المادة الحیة والمادة الجامدة ... إلخ . بینما الفلسفة تھتم بمسألة الوجود ككل ، وھو نفس الموقف
نجده عند ھیدجر الذي یرى أن الفلسفة موضوع مترامي الأطراف أما برغسون أن العلوم نسبیة
نفعیة في جوھرھا بینما الفلسفة تتعدى ھذه الاعتبارات الخارجیة للبحث عن المعرفة المطلقة
للأشیاء ، أي الأشیاء في حد ذاتھا . وقبل ھذا وذاك كان دیكارت قد أكد على ھذا الدور للفلسفة بل
ربط مقیاس تحضر أي أمة من الأمم بقدرة أناسھا على تفلسف أحسن.
النقد :لكن الفلسفة باستمرارھا في طرح مسائل مجردة لا تیسر حیاة الإنسان مثلما یفعل العلم
فإنھا تفقد قیمتھا ومكانتھا وضرورتھا . فحاجة الإنسان إلى الفلسفة مرتبطة بمدى معالجتھا
لمشاكلھ وھمومھ الیومیة.
التركیب :لكل من الفلسفة والعلم خصوصیات ممیزة
لا ینبغي للإنسان أن یثق في قدرة العلم على حل كل مشاكلھ و الإجابة عن كل الأسئلة التي یطرحھا
و بالتالي یتخلى عن الفلسفة ، كما لا ینبغي لھ أن ینظر إلى العلم نظرة عجز وقصور عن فھم
وتفسیر الوجود الشامل ، بل ینبغي للإنسان أن یتمسك بالفلسفة والعلم معا . لأن كل منھما
خصوصیات تمیزه عن الأخر من حیث الموضوع والمنھج والھدف وفي ھذا الصدد یقول المفكر
الفرنسي لوي ألتو سیر : " لكي تولد الفلسفة أو تتجدد نشأتھا لا بد لھا من وجود العلوم "...
حل المشكلة :وفي الأخیر نخلصإلى أن الإنسان یعتمد في تكوین معرفتھ وتطویر حیاتھ عن
طریق الفلسفة والعلم معا فلا یوجد تعارضبینھما فإن كانت الفلسفة تطرح أسئلة فإن العلم یسعى
سعیا للإجابة عنھا ، ثم تقوم ھي بدورھا بفحصإجابات العلم و نقدھا و .وھذا یدفع العلم إلى
المزید من البحث والرقي وھذا الذي دفع "ھیجل" إلى قولتھ الشھیرة " إن العلوم كانت الأرضیة
التي قامت علیھا الفلسفة ، وتجددت عبر العصور."
المقالة الثالثة :
نصالسؤال :یرى باسكال أن كل تھجم على الفلسفة ھو في الحقیقة تفلسف .
الإجابة النموذجیة :الطریقة جدلیة
طرح المشكلة : لم یكن الخلاف الفلاسفة قائما حول ضرورة الفلسفة ما دامت مرتبطة بتفكیر
الإنسان ، وإنما كان قائما حول قیمتھا والفائدة منھا . فإذا كان ھذا النمط من التفكیر لا یمد الإنسان
بمعارف یقینیة و لا یساھم في تطوره على غرار العلم فما الفائدة منھ ؟ وما جدواه؟ وھل یمكن
الاستغناء عنھ ؟
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة : الفلسفة بحث عقیم لا جدوى منھ ، فھي لا تفید الإنسان في شيء فلا معارف تقدمھا و
لا حقائق.
الحجج : لأنھا مجرد تساؤلات لا تنتھي كثیرا ما تكون متناقضة وتعمل على التشكیل في بعض
المعتقدات مما یفتح الباب لبروز الصراعات الفكریة كما ھو الشأن في علم الكلام.
النقد : لكن ھذا الموقف فیھ جھل لحقیقة الفلسفة . فھي لیست علما بل وترفض أن تكون علما حتى
تقدم معارف یقینیة. وإنما ھي تساؤل مستمر في الطبیعة وما وراءھا و في الإنسان وأبعاده ،
وقیمتھا لا تكمن فیما تقدمھ و إنما في النشاط الفكري الدؤوب الذي تتمیز بھ ، أو ما یسمى بفعل
التفلسف.
نقیض الأطروحة : الفلسفة ضروریة ورفضھا یعتبر في حد ذاتھ فلسفة
الحجج : لأن التفلسف مرتبط بتفكیر الإنسان والاستغناء عنھ یعني الاستغناء عن التفكیر وھذا غیر
ممكن .ثم إن الذین یشككون في قیمتھا مطالبون بتقدیم الأدلة على ذلك ، والرأي و الدلیل ھو
التفلسف بعینھ . ثم إن الذین یطعنون فیھا یجھلون حقیقتھا ، فالفلسفة كتفكیر كثیرا ما ساھم في
تغییر أوضاع الإنسان من خلال البحث عن الأفضل دائما ، فقد تغیر وضع المجتمع الفرنسي مثلا
بفضل أفكار جون جاك روسو عن الدیمقراطیة . وقامت الثورة البلشفیة في روسیا على خلفیة
أفكار فلسفیة لكارل ماركس عن الاشتراكیة ، وبتن الولایات المتحدة الأمریكیة سیاستھا كلھا عن
أفكار فلسفیة لجون دیوي عن البراغماتیة.
النقد : لكن الأبحاث الفلسفیة مھما كانت فإنھا تبقى نظریة بعیدة عن الواقع الملموس ولا یمكن
ترجمتھا إلى وسائل مادیة مثل ما یعملھ العلم.
التركیب : إن قیمة الفلسفة لیست في نتائجھا والتي ھي متجددة باستمرار لأن غایتھا في الحقیقة
مطلقة . وإنما تكمن في الأسئلة التي تطرحھا ، و في ممارسة فعل التفلسف الذي یحرك النشاط
الفكري عند الإنسان. وحتى الذین یشككون في قیمتھا مضطرین لاستعمالھا من حیث لا یشعرون ،
فھو یرفضشیئا وفي نفس الوقت یستعملھ.
حل المشكلة : نعم إن كل رفضللفلسفة ھو في حد ذاتھ تفلسف.